ان جزاء العامل من جنس عمله جزاءا وفاقا فمن صفى صفى له ومن احسن فى عمله بالليل كوفاء عليه بالنهار ومن احسن فى عمله بالنهار كوفاء عليه بالليل واذا صلحت بداية العمل صلحت نهايته واذاصلح الراءس فليس على الجسد باءس بمعنى ان اهل العلم جميعا اتفقوا على ان من صفى لله تعالى صفى له وذلك يتمثل فى امرين وذلك يجتمع فى محورين فى التقوى وفى حفظ الدين فى التقوى ومن يتقى الله يجعل له مخرجاوالعبد التقى النقى يفرج الله عنه الكربات والعبد التقى يجعل الله له مخرجا وان عاش وسط الذئاب وفى حفظ الدين ايضامن قوله صلى الله عليه وسلم من طريق بن عباس فيما رواه احمد والترمزى اذا سالت فاسال الله وبداية القول احفظ الله يحفظك فلو ان ابناء الامه حفظوا دين الله جل وعلا لحفظ الله عليهم امرهم لكن ضيعوه كبارا وصغارا وصاروا تابعين ومقلدين لاعداء الدين ونحى شرع الله ونحيت سنة محمد صلى اله عليه وسلم وبداالسخط على اهل الدين من اجل ذلك فان الامة ترنحت وانفرط عقدها وسقط زمامها وابتغت العزة عند غير ربها ايبتغون عندهم العزة فان العزة لله جميعا وساعطيكم احبتى فى الله مثالا واحدا لمن ركن الى الحاكم الظالم ووالاه وسارمعه على منهجه اوركن له بقلبه وقد قا ل جلا وعلا ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النارواستمع الى هذا الشاعر الذى تقرب من المعز الفاطمى حتى صار شاعره الخاص واخذ المعز ينفق عليه وجعله من المقربين وجعله ايضا من ذوى الوجاهات من ذوى العطايا والمناصب البعض الان يستطيع ان يرى الكل دمار فىسبيل المحافظة على الديار والعقار وما شابه فاخذه الغرور كما اخذ البعض اقصد كما كان اخذا البعض حتى انه لما سال عن مدحه للملك قال ارى مدحه كمدح الله يغفر الذنوب والاوزار ثم تجبر فقال كلمه كان بسببها الهلاك قال ماشئت لما شائت الاقدار فاحكم بما شات فانت الواحد القهار بعدها بايام يابى الله الا ان يحول قلب المعز عليه قلوب العالمين بين اصبعين من اصابع من يا جماعه فاخذه فى سفره وغضب عليه وفعل به الافاعيل فاذله فكان لايستطيع الا ان يعوى كمايعوى الكلب اى لا يان مثلا ولا يقول بطنى ولا كذا كان لايستطيع الا ان يعوى كما يعوى الكلب فهذه هى نهايه لمن يوالى الظالم والامثله على ذلك كثيره ولكن لضيق المقام اكتفى بهذا القدر اسال الله ان ينفعنا بما علمنا وان يعلمنا ماينفعنا انه ولى ذلك والقادر عليه